عندما تطغى المادة على المشاعر والدنيا على الأخرة حينها تصبح الحياة صعبة والعيش مستحيلا
وهذه القصة اليوم تحكي لنا مرارة الحياة حين تصبح الفتيات سلعة تباع و أولياء مجبورون على البيع .والرابح الوحيد هو المشتري الذي يستفيد إما من أموال الفتاة أو من جمالها
ففي يوم من أحد الايام عندما كانت الحياة قد بدأت بالإنتقال من حالتها الجميلة إلا حالتها المزرية حدثت هذه القصة .كان هناك شاب يعيش وحيد , مثابر و مؤمن يبحث عن العلم اينما كان ليزود عقله العطش للعلم وبينما كان في احد رحلاته التقى بصديق والده القديم ,فرح العجوز بالفتى كثيرا ودعاه إلى منزله فقبل الفتى بدعوة العجوز وذهب معه إلى منزله وعند اقترابهم من منزل العجوز لمح الفتى منزلا كبيرا تحيط به حدائق وأشجار وعند مدخله عربة يجرها حصان واقفة امام الباب فتوقف الفتى متأملا عظمة المنزل ولكن ما أثار ذهوله هو تلك الفتاة التي نزلت من العربة فقد كانت ملكا بالنسبة له شديدة البياض ذات شعر ذهبي وثوب ابيضا حريري وكانت الرياح تلعب بخصلات شعرها فتحملها يمينا و شمالا
وصل الفتى والعجوز إلى الفتاة وبقيت الفتاة تنظر الى الفتى بعمق وكأنها تدرس عيناه أما هو فقد كان قد اضمحل أمام عيناها ,ولكن العجوز قطع هذا الذهول بقوله:اعرفك يا بني على ابنتي الوحيدة ليزا .فقام الفتى وسلم عليها ودخل الجميع إلى المنزل قام العجوز بدعوة الفتى إلى غرفة الجلوس ريثما يحين العشاء .بدأ العجوز يحكي للفتى ايامه القديمة وذكرياته الجميلة مع والده .وبعد ذلك الحين أصبح الفتى كل مساء يذهب إلى منزل خليل والده ,ولكن في احدى الليالي اضطر العجوز ألى القيام بزيارة ضرورية وغامضة تاركا ليزا والفتى في المنزل
,جلست ليزا والفتى في الحديقة وقد كانت ليلة جميلة فقد كان القمر بدرا وكانت تهب بين الحين و الاخر نسمات لطيفة ترد الروح إلى الجسد وقد خيم الهدوء على المكان ,بدأ الفتى ينظر ألى ليزا متأملا عيناها ولدرجة تعمقه فيها كان يحس ببرودة انفاسها وحرارة نظراتها , أما هي فقد احمرت وجنتاها خجلا من الفتى فقام بإمساك يدها الباردة الملساء وقال :انظري إلى القمر وكأنه يحسدنا على هذه الليلة الدافئة .واستمر في تـاملها بهدوء
إلى انا كسر هذه اللحظات صوت عربة العجوز القادم من بعيد .فذهبا لإستقباله وعند نزوله نظر إلى عيني ابنته و إغرورقت عيناه ثم بكى حتى شهق ثم قال :غدا يا بنيتي تخرجين من تحت جناحي وتدخلين قفص زوجك
,فذهلت الفتاة وصارت تسأله أسئلة غير مكتملة ’لماذا؟ كيف ؟ ولكنه انزل رأسه ومشى بإتجاه غرفته حزينا فانصرف الفتى و الذهول يغمره .وفي الغد عاد الفتى وعرف سبب تلفظ العجوز بتلك الكلمات الحادة البارحة وهذا راجع ألى أن العجوز كان قد إستدان نقودا عظيمة من احد الاغنياء ولم يستطع تسديدها فعرض عليه ان يزوج ابنته إلى ابنه وهذا ليس حبا فيها بل فيما تبقى من ثروة والدها
.ذهب الفتى إلى ليزا وقال لها: الحقيقة أنني لم أحس [بأني حي إلا بعدما عشت معك تلك اللحظات الذهبية والمؤسف أنني سلبت الحياة في تلك الليلة] .فبكت وارتمت في احضانه الدافئة أما هو فقد احس بشيء ينكسر داخله وما كان هذا إلا قهر الفراق .