توعد ناطق باسم حركة طالبان الأفغانية بتصعيد عمليات الحركة لمواجهة التعزيزات الأمريكية في أفغانستان التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما.وقال قاري يوسف أحمدي "لقد اعلن الرئيس الأمريكي استراتيجيته الجديدة والمعيبة في افغانستان. لكن اماله في السيطرة العسكرية على بلدنا لن تتحقق.
وكل ما سيعززه الجنود ال30 الفا الاضافيون هو المقاومة".وتوقع في تصريحات نقلتها وكالة فرانس برس أن ينسحب الأمريكيون بشكل "مذل بعدما يدركوا عجزهم عن تحقيق هدفهم,كما حصل في السابق مع الروس".
وفي وقت سابق رحبت الحكومة الافغانية باعلان الرئيس أوباما، وكانت حكومة الرئيس حامد كرزاي قد طالبت مرارا بزيادة عدد القوات الدولية في بلاده والتي يبلغ قوامها حاليا 112 ألف جندي بينهم 71 ألف جندي أمريكي.
كان الرئيس الأمريكي قد أطلع الرئيس الأفغاني على استراتيجيته الجديدة في مكالمة هاتفية على مدى ساعة كاملة من خلال دائرة تليفزيونية مغلقة.وأعلن البيت الأبيض أن أوباما قد أبلغ كرزاي أن الجهود الأمريكية في أفغانستان ليست "بلا حد"، وسيتم قياسها بالأهداف على مدى عامين.
كما رحب الامين العام لحلف شمال الأطلسي بالقرار الأمريكي وأعرب أندرس فوغ راسموسن عن ثقته"بان حلفاء الولايات المتحدة سيزيدون مساهمتهم العسكرية في افغانستان.
وتوقع أمين عام الناتو إرسال خمسة آلاف جندي إضاف من الحلف إلى أفغانستان استجابة لطلب أوباما من حلفائه الأوروبيين المساهمة بنحو 5000 ـ 10 آلاف جندي إضافي.
ووجه الأمين العام للناتو تحذيرا الى الدول الحليفة المتحفظة على إرسال تعزيزات عسكرية الى افغانستان, موضحا ان واشنطن يمكن ان تتخلى بذلك عن النهج "التعددي".
من جهته أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دعمه للخطوة الأمريكية التي وصفها بالشجاعة بينما دعا رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون الحلفاء الى الوقوف خلف الرئيس اوباما.
و أعلنت الرئاسة السويدية للاتحاد الاوروبي أن الاتحاد على استعداد للعمل بتعاون وثيق مع الولايات المتحدة من اجل التصدي للتحديات في أفغانستان.
تعزيز القوات
وكان الرئيس الأمريكي قد كشف أمس عن الخطوط العريضة لاستراتجيته في أفغانستان والتي تتلخص بزيادة عدد القوات الامريكية بثلاثين ألف جندي والتركيز على تدريب أجهزة الشرطة وقوات الامن والجيش الأفغانية، لكي يتمكن الافغان من تقرير مصيرهم، ولكن حدد موعدا للخروج من أفغانستان بحلول منتصف عام 2011.
جاء ذلك في خطاب يعد واحدا من اهم خطاباته الرئاسية، ألقاه في أكاديمية وست بوينت العسكرية وقال أوباما إن مهمة هذه القوات هي تفكيك تنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان.
وبذلك سيصل عدد الجنود الأمريكيين المنتشرين في أفغانستان إلى نحو مئة ألف جندي،وتقدر تكلفة هذه التعزيزات العسكرية نحو 30 مليار دولار.
ودافع أوباما عن الحرب مصرا على أنه لا وجه للمقارنة بينها وبين حرب فيتنام، مؤكدا أن الأمن العالمي في خطر.وطالب الدول الأخرى بإرسال تعزيزات عسكرية مؤكدا أن الحرب "ليست حرب الولايات المتحدة وحدها".
وقد رحب الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الأمريكية في أفغانستان بخطاب الرئيس قائلا إنه قد كلفه "بمهمة عسكرية واضحة"، وأمده بالموارد اللازمة.
ويقول ماثيو برايس مراسل بي بي سي إن البيت الأبيض يريد إيصال رسالة بأن هذه الحرب هي حرب باراك أوباما، وأن الرئيس الأمريكي واضح في الأهداف التي يريد تحقيقها بهذه الحرب.
تهديد طالبان
وبالتأكيد على أن الولايات المتحدة موجودة في أفغانستان بسبب هجمات مسلحي القاعدة في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، قال الرئيس الأمريكي إن حلفاء هؤلاء المسلحين في طالبان قد "بدأوا في فرض سيطرتهم على قطاعات في أفغانستان"، فيما يرتكبون "أفعالا إرهابية مدمرة" ضد باكستان.
وأضاف أوباما أن القوات الأمريكية كانت تفتقر إلى "الدعم الكامل الذي تحتاجه لتدريب قوات الأمن الأفغانية بكفاءة، ولأن تكون شريكة لها وتضمن أمن السكان بطريقة أفضل".
وأضاف أوباما أنه مدرك لمدى خطورة القرار إلا أنه حث الأمريكيين على عدم اعتبار هذه الحرب حرب فيتنام ثانية.فالولايات المتحدة يدعمها "ائتلاف عريض مكون من 43 دولة، ولا تواجه تمردا شعبيا واسعا".
ومضى قائلا "والأهم من ذلك إنه على عكس فيتنام فالأمريكيون قد تعرضوا لهجوم شرس من أفغانستان، ويظلون مستهدفين من قبل نفس المتطرفين الذين يضعون الخطط من مواقعهم على حدودها".ودعا أوباما حلفاء بلاده لتعزيز التزاماتها العسكرية هناك قائلا "إن أمن حلفائنا والأمن العالمي في خطر".
وأضاف أن الولايات المتحدة ستتخذ من تجربة العراق نموذجا لانسحابها من أفغانستان، بحيث يتم ذلك بمسؤولية وبأخذ جميع الأوضاع على الأرض في الاعتبار.
وتعهد الرئيس الأمريكي بالمضي في تقديم الخبرة والمساعدة لقوات الأمن الأفغانية محذرا من أنه "سيكون واضحا أمام الحكومة الأفغانية، والأهم أمام الشعب الأفغاني أنهم سيكونون في النهاية المسؤولين عن بلادهم"."فقد ولت أيام تقديم الشيكات على بياض".
ومن الأولويات الأخرى التي أوردها أوباما في خطابه "تعزيز الأمن الأمريكي في الداخل، ومنع وقوع المواد النووية في أيدي الإرهابيين، وبناء علاقات أفضل مع العالم الإسلامي".
ووكان اشتداد العنف حيث قتل هذا العام في أفغانستان 300 جندي أمريكي ، والانتخابات الرئاسية في أغسطس/آب الماضي قد أثارا معارضة متعاظمة في الداخل للحرب التي دامت 8 أعوام.
إلا أن فرنسا قد استبعدت تماما نشر مقاتلين هناك رغم أنها قد تقوم بإرسال مدربين عسكريين، فيما قالت ألمانيا إنها ستنتظر حتى انعقاد مؤتمر في لندن حول أفغانستان في 28 كانون الثاني/يناير 2010 قبل اتخاذ قرار بشأن إرسال قوات إضافية.
وأعلنت بريطانيا الإثنين أنها سترسل 500 جندي إضافي، مما سيرفع عدد قواتها هناك إلى 10 آلاف.
كما أعلنت إيطاليا أنها ستعزز قواتها هناك إلا أنه لم تحدد العدد.