أيوب الزياني المديرالعام
عدد المساهمات : 960 نقاط : 2750 تاريخ التسجيل : 18/11/2009 الموقع : المملكة الأدبية
| موضوع: أن نتشكل في آنية الفراغْ . . ! الثلاثاء 13 مارس - 16:18 | |
| إنه معَ مرور الوقتِ, وتراكم الأعمال الأدبية بأجناسها المختلفة, وتصاعد وتيرتها, من البسيط إلى المعقد, ومن الحسي إلى المجرد, ومن الواقعي إلى الخيالي, ومن الثابت إلى المتغير, ومن العادي إلى المدهشْ, كل ذلك أدى إلى أن يزدادَ الأمر صعوبة على كاتبِ هذا الزمان, ومن سيأتي بعدهُ في كتابةِ الجديد والمختلف , وكسر القوالب الجاهزة, والابتعاد عن المواضيع والأفكار التي تم طرحها, والولوجِ إلى ممراتٍ ضيقة لم تطأها قدم قلمٍ من قبلْ. انهُ التحدي الأكبرْ, بأن يتسلق الأفكار على سُلَّم اللغة, وان يخرجَ عن المألوف, لا لمجرد التغيير والاختلاف فقط,, بل من أجل عدم التكرار والاجترار والتقليدْ. لا شك بأن المساحة حينَ إذنْ ستكونُ ضيقةً جداً, فالقريةُ أصبحت مدينةً مكتظةً, وكأنكَ تدخلُ إلى كتابةِ النص من خرمِ إبرة, وهذه المساحة بالتأكيد ستزداد ضيقاً مع مرور الوقتِ, وهذا ما يفسر ميل واتجاه الكتاب إلى التعقيد والسريالية شيئاً فشيئاً, لتنفتحَ لهم سبلٌ ومساحات جديدة عذراءْ. و بالرغم من ضيق تلكَ المساحة لكَاتِبِ هذا الزمان, قد يكون من حسن حظهِ أن عالمهُ يتغير بصورة متسارعة جدا, في ثورة المعلومات, وتدفق الحضارات على بعضها البعض, وتطور الصناعات, وما رافقها من تأثير على نمطْ حياة الفرد, وسلوكه, حيثُ برزت على السطح قضايا جديدة , كل ذلكَ أدى إلى دخول مصطلحات وافدةْ, ما كان على قاموسِ اللغة العربية إلا أن احتواها وقامَ بتعريبها, مُرحِّباً بالدخلاء الجدد. لا بدًَّ من صناعةِ النهر بعَد أن طالته يد الجفافْ, والاتجاه إلى البناء العمودي أيضاً, وزراعةِ الكلماتِ على أسطحِ النصوصِ الإسمنتية المرتفعة, واستخدامُ أساليب الكتابةِ البديلة, بعدَ أن نفذت كل القوالب السوداء الجاهزة المستخدمةِ في لومِ الحاكمِ واستنهاض الأمم للقتالِ, وتعريفِ ما هو معروفْ, وترويضِ التاريخِ, والأساطير لصالحنا القوميْ والأيدلوجي, وتقديسِ الأشخاص, تاركين من يجمعنا وهو الإنسان. - لماذا لم يتأقلم بعضنا معَ الوافدَ الجديدْ ؟ - ولماذا نُصِرُّ على اجترار ماضينا التليدْ ؟ المؤامرة : أن نبقى على ما نحنُ عليهِ, وأن نسيرَ في طريقٍ دائريةٍ مغلقة, حفظنا أماكن أشجارها وطقوسها وعلاماتها , وجغرافيتها, كسائقِ أجرةٍ. انه لأمر صعب فعلاً, أن نغرسَ الحروفَ على طريقِ المشاة, أنْ نلتقط نصاً لمشهدٍ نفاث, أن نلاحقَ أفكاراً لا ترى بالعين المجردةْ, أن نملأ ذاكرتنا بالبرامجِ الرقميةْ, أن نتشكل في آنية الفراغْ, أنْ نُطَعِّمَ شجرةَ الكهرباءَ ببرعمِ برتقالةْ.
| |
|
محمد افريد عضو فعال
عدد المساهمات : 49 نقاط : 53 تاريخ التسجيل : 19/11/2009
| موضوع: رد: أن نتشكل في آنية الفراغْ . . ! الجمعة 30 مارس - 12:07 | |
| | |
|