فاكهة الكرز من أجمل الفواكه في منظرها ومن أنفع الفواكه في تركيبها، وهي فاكهة الأنتوسيانات التي تذيب حمض اليوريك وتحفظ القلب والشرايين ومسكنة للألم
فاكهة الكرز من الفواكه الملونة والصغيرة الحجم، وتظهر في أواخر فصل الربيع، وهناك بعض الأنواع التي لا تنضج إلا في فصل الصيف، وتتزامن فاكهة الكرز مع الحشائش الخضراء والفقوس والبصل الطري، وتصادف فاكهة الكرز الشعير الأخضر لتعطي نتائج باهرة في غسل الجسم من السموم Detoxification ، ولا يستهلك الكرز مع اللحوم لأنه يذيب بلورات حمض اليوريك التي تسبب مرض النقرس، وتزيل كذلك حمض اليوريك من الدم. وتسمية الكرز بحب الملوك في المغرب له دلالته العلمية، فهذه التسمية لا تعني أن هذه الفاكهة فاكهة الملوك كما قد يفهم منها، وإنما لأنها تزيل مرض الملوك أو النقرس. وقوة الكرز في إذابة النقرس أكبر من التين، وإذا استعملت مع التين والزيتون فهي تحد من الكوليستيرول وتزيل حمض اليوريك من الدم.
والكرز شجرة المناخ المعتدل والماء الوفير والتربة الجيدة، ولا تنبت إلا في بيئة معينة، ونلاحظ أن هناك نوع من الكرز لا تنضج ثماره إلا في فصل الصيف وبالضبط في شهر يوليوز، ويوجد في ناحية ميسور أو في مرموشة، وحجمه أكبر من حجم الكرز الموجود في ناحية فاس أو صفرو وله مذاق مختلف كذلك. والكرز لا يقبل الناس على استهلاكه لأنه لا يبقى طويلا في الأسواق فهو ينضج بسرعة وفي وقت واحد، ولا يبقى لمدة طويلة في الشجرة، ولذلك لا يتعدى شهرا في الأسواق مثله مثل المشمش، وتخزينه في البرودة لا ينفع كذلك، لأنه فيه أنزيمات كثيرة ويتحلل بسرعة ولو تحت البرودة، فهو ليس كالفواكه التي تبقى وقتا طويلا في البرودة وفي الأسواق كالتفاح والموز والإجاص.
كلما كان لون الفاكهة داكنا كلما كانت غنية بالمضادات للأكسدة وبالأنزيمات، ولذلك نلاحظ أن كل الفواكه الملونة تتعرض للتلف بسرعة كالبرقوق الأسود والفرولة والتفاح البلدي والرمان والتين الهندي والبطيخ الأحمر والكرز وفواكه أخرى ملونة. واللون الداكن يدل على تركيز عالي من الفلافونويدات والبولفيونولات والأنطوسيانات، وهي مواد طبية تحفظ الجسم وتمتص الجذور الحرة، وتقي من سرطان القولون ومن أمراض القلب والشرايين.
تحتوي فاكهة الكرز على 17 مكون مضاد للأكسدة أهمها الأنتوسيانين والميلاتونين، وهي المكونات التي تميز الكرز على باقي الفواكه التي لها نفس الخاصية، وتأتي فاكهة الكرز على رأس قائمة المواد الغذائية الغنية بالمواد المضادة لأكسدة، وهذه المركبات هي التي تمتص الجذور الحرة على مستوى القولون، ولذلك تعتبر فاكهة الكرز من المواد الغذائية التي تقي من سرطان القولون، وتزيل السموم من الجسم، وتخفض الكوليستيرول في الدم وتخفض مكون الهوموسيستاين الذي يتسبب في أمراض القلب والشرايين. وبما أن فاكهة الكرز تمتاز بتركيزها المرتفع من المواد المضادة للأكسدة، فهي تدخل في قائمة المواد الغذائية التي تستعمل في إزالة السموم من الجسم، وفي تزويده كذلك بالأملاح والسكريات والفايتمينات الضرورية للوقاية.
وتحتوي فاكهة الكرز على سكريات بمقدار 12 في المائة، وقليل من البروتينات، مع كمية مرتفعة من البوتسيوم، وهي التركيبة التي تصلح لإعادة ترميم الجسم بعض جهد عضلي كبير كالذين يمارسون الرياضة. فبعد إجراء مقابلة رياضية أو مقابلة في أية رياضة تتطلب تركيز وجهد وقوة احتمال، يتناول الشخص عصير الكرز ليعيد للجسم الماء والسكريات، وليجعل التوازن المائي في الجسم على مستوي مثالي، فالبوتسيوم وقليل من البروتينات أو الأزوت يجعل الجسم يرتاح ولا يتعرض لأي عرض من شأنه أن يضر بباقي الوظائف. أما الفوسفور والكلسيوم فيوجد بقدر متوسط، وهو ما يتطلبه الجسم مع المكونات السابقة الذكر، ويحتوي الكرز على 16 مع من الكلسيوم و27 ملغ من الفوسفور، وطبعا على مغنيزيوم وحديد بمقدار 13 مع و0.3 مغ لكل واحد.
ومن الخصائص القوية كذلك لفاكهة الكرز أنها مزيلة للألم بامتياز، وتعزى هذه الخاصية لمكون الأنتوسيانين والميلاتونين، وبعض الأملاح المعدنية. ونظرا لكون الكرز يحتوي على مستوي مرتفع من الأنتوسيانين فإنه يكون مزيلا للألم، لأن هذا المركب يكبح كل المركبات المسببة للألم في الجسم، ويذيب حمض اليوريك ليخفف من ألم المصابين بالقطرة أو مرض النقرس، والكرز فاكهة المصابين بأمراض اللقب والشرايين لأنه يخفض الكوليستيرول، ويمنع تأكسد الكوليستيرول الحميد LDL ليتحول إلى الكوليستيرول الخبيثHDL وهذه الخاصية هي التي تحفظ من أثر الهوموسيستاين فلا تتراكم في الأوعية الدموية، وتخربها من الداخل لتسهل تجمع الصفائح التي تسد الشرايين.
ويحتوي الكرز على 1528 وحدة من الفايتمين A وعلى 1.7 غرام من الألياف الخشبية. وهو القدر الذي يحتاجه الجسم لإزالة السموم، ولا يحتوي على دهون إلا بعض الزيوت بقدر 0.4 في المائة. وهذه الفاكهة تساعد على مقاومة السمنة وكل الأمراض المترتبة عن الإفراط في السعرات الحرارية.