لقد تغيرت مفاهيم طبيعة الادب و وظيفته عبر التاريخ ,وقد مال البعض في تعريفه للادب الى تصنيف ميدانه حين نظر الى بعض الانتاج دون بعضه الاخر. ويبقى الاشكال المطروح هو في تحديد غاية الادب.هل غاية الادب هي الامتاع?ام ان الغاية منه هو حصول منفعة ذاتية او اجتماعية.
يرى بعض الباحثين ان غاية الادب هي المتعة الفنية ويرى البعض الاخر ان الغاية منه هي حصول منفعة ذاتية و اجتماعية.فاصحاب الراي الاول يعتقدون ان العناية بالادب ترجع الى اهمية الانسانية العميقة مما تتركه في نفس القارئ للكتاب او الرواية من متعة ادبية ,وكلما تثيره المشاهد والاحداث في نفسه من رؤى و احاسيس ,وكل ما يتاثر به وجدانه في موقف من مواقف حياته·
اما اصحاب الراي الثاني فهم يعطون تفسيرهم لغاية الادب هي المنفعة الذاتية و الاجتماعية ,فالمتعة و المنفعة في الادب مصدرهما الاشياء التي نجدها في العمل الادبي والتي لها منفعة انسانية تعود على الفرد والمجتمع وقد قال هودسن :"ان الادب تعبير عن الحياة وسيلته اللغة"
الصلة الوطيدة بين الادب و الحياة هي السر فيما يتضمنه من منفعة.
لاننا نحب ان نرى الحياة منقولة الينا,نحب ان نجلس في مكاننا لنشاهد الحياة تمر بنا جزيئاتها في سلسلة متصلة الحلقات.
وهذه المنفعة تتحقق في جلوسنا لقراءة كتاب و تتمثل ايضا بصورة اوضح و اقوى في ذهابنا الى السينما او المسرح.
و للغة دور اساسي في تطور الادب لارتباطها الشديد و الوثيق بازدهاره وتميزه اذ ان الابداع الادبي يستمد جماله و رونقه من اللغة و ما تحتويه من مفردات وجمل لغوية,ويلعب الادب دورا مهما و اساسيا حينما يوجه حياتنا و يعمق فهمنا لها.
و لذلك اعتبر ان الادب ,صدقا سيظل ضائعا وسط فوضى الخلاف بين الادباء و الباحثين .فالادب واحد و الغاية مختلفة سواء اكانت الامتاع ام حصول المنفعة الذاتية و الاجتماعية ,المهم اثراء و اغناء الادب.