أيوب الزياني المديرالعام
عدد المساهمات : 960 نقاط : 2750 تاريخ التسجيل : 18/11/2009 الموقع : المملكة الأدبية
| موضوع: ابن طفيل الثلاثاء 7 سبتمبر - 17:24 | |
| هو محمد بن عبد الملك بن محمد بن طفيل القيسي الأندلسي, أبو بكر
ولد بمدينة (وادي آش) قرب غرناطة . درس الفلسفة والطب في غرناطة . أعظم فلاسفة الأندلس ورياضيها وأطبائها. تولى منصب الوزارة ومنصب الطبيب الخاص للسلطان أبي يعقوب يوسف أمير الموحدين, وكانت له حظوة عظيمة عنده. كان معاصرا لابن رشد وصديقا له. لم يصل إلينا من كتبه سوى قصة (حي بن يقظان) أو (أسرار الحكمة الإشراقية) وقد ترجم إلى عدة لغات أجنبية. وهي قصة تشتمل على فلسفة ابن طفيل وقد ضمنها آراءه ونظرياته, وتدور القصة حول (حي بن يقظان) الذي نشأ في جزيرة من جزر الهند تحت خط الاستواء, منعزلا عن الناس, في حضن ظبية قامت على تربيته وتأمين الغذاء له من لبنها وما زال معها, وقد تدرج في المشي وأخذ يحكي أصوات الظباء ويقلد أصوات الطيور ويهتدي إلى مثل أفعال الحيوانات بتقليد غرائزها, ويقايس بينها وبينه حتى كبر وترعرع واستطاع بالملاحظة والفكر والتأمل أن يحصل على غرائزه الإنسانية وأن يكشف مذهبا فلسفيا يوضح به سائر حقائق الطبيعة. والأساس الفلسفي لهذه القصة هو الطريق الذي كان عليه فلاسفة المسلمين الذين نهجوا على مذهب الأفلاطونية الحديثة وقد صور ابن طفيل الإنسان, الذي هو رمز العقل, في صورة حي بن يقظان و (يقظان) هو الله تعالى, وقد رمى ابن طفيل من ورائها إلى بيان الاتفاق بين الدين والفلسفة وهو موضوع شغل أذهان فلاسفة الإسلام.
كانت له آراء مبتكرة في علم الفلك. وقد ذكر البطروجي (ت: 581هـ) أنه أخذ عن ابن طفيل قوله في الدوائر الداخلية في حركات الأفلاك. توفي ابن طفيل في مراكش عن 87 عاما. كان شاعرا ومن شعره الأرجوزة في الأمراض وعلاجها والقصيدة التي يحرض بها المسلمين على الجهاد في الحملة التي أعدها أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن أمير الموحدين لنجدة المسلمين في الأندلس وفيها يقول:
أقيمـوا صـدور الخـيل نحو المغارب لغــزو الأعـادي واقتنـاء الرغـائب وأذكـوا المـذاكي العاديـات على العدا فقد عرضت للحرب جرد السلاهب فــلا تقتنـى الآمـال إلا مـن القنـا ولا تكـتب العليـا بغـير الكتـائب
ومنها: ألا فابعثوهـــا همـــة عربيـــة تحـف بـأطراف القنا والقواضب وقومـوا لنصـر الـدين قومـة ثـائر وفيئـوا إلـى التحـقيق فيئة راغب دعونــاكم نبغـي خـلاص جـميعكم دعـاء بريئـا مـن جـميع الشـوائب بكـم نصـر الإسـلام بـدءا, فنصـره عليكــم, وهـذا عـوده جـد واجـب فقومــوا بمــا قـامت أوائلكـم بـه ولا تغفلــوا إحيـاء تلـك المـواهب
وله في الغزل الصوفي قوله: ألمــت وقـد نـام المشـيح وهومـا وأسرت إلى وادي العقيق من الحمى وجـرت عـلى تـرب المحصب ذيلها فمـا زال ذاك الـترب نهبا مقسما ولمــا رأت أن لا ظــلام يجنهــا وأن ســراها فيـه لـن يتكتمـا نضـت عذبـات الريط عن حر وجهها فـأبدت محيـا يـدهش المتوسـما فكــان تجليهــا حجــاب جمالهـا كشمس الضحى يعضى بها الطرف كلما ولمــا التقينــا بعـد طـول تهـاجر وقـد كـاد حـبل الـود أن يتصرمـا جـلت عـن ثناياهـا وأومـض بـارق فلـم أدر مـن شـق الدجنة منهما وقـالت, وقـد رق الحـديث وأبصرت قـرائن أحـوال أذعـن المكتمـا نشـدتك لا يـذهب بـك الشـوق مذهبا يهـون صعبـا أو يرخص مأثما فأمســكت لا مسـتغنيا عـن نوالهـا ولكـن رأيـت الصـبر أوفـى وأكتمـا
(9) التجلي: الظهور. الحجاب: الغطاء. الضحى: أول النهار. يعشى بها الطرف: يضعف البصر كلما نظر إليها | |
|