أيوب الزياني المديرالعام
عدد المساهمات : 960 نقاط : 2750 تاريخ التسجيل : 18/11/2009 الموقع : المملكة الأدبية
| موضوع: قصة راشيل شوارزنبرغ الخميس 16 سبتمبر - 7:23 | |
|
قصة راشيل شوارزنبرغ
اكتب للصغار ..
للعرب الصغار حيث يوجدون
له على اختلاف اللون
.. والأعمار
والعيون
اكتب للذين سوف يولدون ..
لهم أنا اكتب
للصغار
لأعين يركض في إحداقها النهار
أكتب باختصار قصة إرهابية مجنده .. يدعونها راشيل قضت سنين الحرب في زنزانة منفرده كالجرذ .. في زنزانة مفردة .. شيده الألمان في براغ كان أبوها قذراً من أقذر اليهود .. يزور النقود .. وهي تدير منزلاً للفحش قي براغ يقصده الجنود .. وآلت الحرب الختام وأعلن السلام ووقع الكبار أربعة يلقبون نفسهم كبار صك وجود الأمم المتحدة.. .. وأبحرت من شرق أوروبا مع الصباح سفينة تلعنها الرياح وجهتها الجنوب تغض بالجرذان .. والطاعون .. واليهود كانوا خليط من سقاطة الشعوب من غرب بولندا ، من النمسا من استمبول من براغ من آخر الأرض .. من السعير جاؤوا إلى موطننا الصغير موطننا المسالم الصغير فلطخوا ترابنا وأعدموا نساءنا ويتموا أطفالنا ولا تزال الأمم المتحدة .. ولم يزل ميثاقها الخطير يبحث في حرية الشعوب وحق تقرير المصير والمثل المجردة .. فليذكر الصغار العرب الصغار حيث يوجدون من ولدوا منهم ، ومن سيولدون قصة إرهابية مجنده يدعونها راشيل حلت محل أمي الممددة في أرض بيارتـنا الخضراء في الخليل أمي أنا الذبيحة المستشهدة .. وليذكر الصغار .. حكاية الأرض التي ضيعتها الكبار والأمم المتحدة .. * أكتب للصغار قصة بئر السبع ، واللطرون والجليل وأختي الفتيل هناك ، في بيارة الليمون أختي القتيل هل يذكر الليمون في الرملة .. في اللد .. وفي الخليل.. أختي التي غلقها اليهود في الأصيل من شعرها الطويل أختي أنا نوار .. أختي أنا الهتيكة الإزار .. على ربى الرملة والجليل .. أختي التي مازال جرحها الطليل مازال بانتظار نهار ثأر واحد .. نهار ثأر على يد الصغار جيل فدائي من الصغار يعرف على نوار.. وشعرها الطويل وقبرها الضائع في القفار .. أكثر مما يعرف الكبار .. * أكتب للصغار أكتب عن يافا ، وعن مرفئها القديم عن بقعه غالية الحجاز يضيء برتقالها .. كخيمة النجوم تضم قبر والدي .. وأخوتي الصغار هل تعرفون والدي واخوتي الصغار ؟ إذا كان في يافا لنا حديقة .. ودار يلفها النعيم .. وكان والدي الرحيم مزارعا شيخاً ، يحب الشمس والتراب والله ، والزيتون ،والكروم كان يحب زوجه وبيته .. والشجر المثقل بالنجوم .. وجاء أغراب مع الغياب من شرق أوروبا .. ومن غياهب السجون جاؤوا كفوج جائع من الذئاب .. فأتلفوا الثمار وكسروا الغصون وأشعلوا النيران في بيادر النجوم والليل في وجوم واشتعلت في والدي كرامة التراب .. فصاح فيهم : اذهبوا إلى الجحيم لن تسلبوا أراضي يا سلالة الكلاب !.. .. ومات والدي الرحيم بطلقة سددها كلب من الكلاب علية ، مات والدي العظيم في الموطن العظيم وكفة مشدودة شدا إلى التراب فليذكر الصغار .. العرب الصغار حيث يوجدون من ولدوا منهم .. ومن سيولدون ما قيمة التراب .. لأن في انتظارهم
معركة التراب ..
* * * نزار قباني
|
| |
|