ابو بكر الخوارزمي

محمد بن العباس أبو بكر مولده ومنشؤه بخوارزم وكان أصله من طبرستان فلقب ((بالطبرخزمي)) ولد سنة 332هـ في خوارزم ونشأ فيها ثم رحل في صباه الى بعض البلدان فدخل سجستان وأقام مده في دمشق ثم سكن في نواحي حلب وانتقل الى نيسابور ةاتصل بالصاحب بن عباده وكان بينه وبين البديع الهمذاني محاورات كما اتصل بالأمير أحمد المكيالي بنيسابور

وابو بكر الخوارزمي من أئمة اللغة والأدب وهو صاحب الرسائل المعروفة برسائل الخوارزمي كما له ديوان شعر ويروى أنه كان ضليعا بكل فن من فنون العربية ولا سيما الكتابة كما كان كثير الحفظ للشعر

قيل : أنه قصد حضرة الصاحب بن عبادة وهو بأرجان فلما وصل الى بابه قال لأحد حجابه قل للصاحب على الباب أحد الأدباء وهو يستأذن بالدخول فدخل الحاجب وأعلن مولاه فقال الصاحب للحاجب قل له قد ألزمت نفسي ألا يدخل من الأدباء إلا من يحفظ عشرين

الف بيت من شعر العرب فخرج اليه الحاجب واعلمه بذلك فقال له ابو بكر ارجع اليه وقل له هذا المقدار من شعر الرجال أم من شعر النساء فدخل الحاجب فأعاد عليه ما قال الخوارزمي فقال الصاحب هذا يكون ابا بكر الخوارزمي فأذن له بالدخول

ويروى عنه انه كان يقول (( ما فتق قلبي وشحذ فهمي وصقل ذهني وأرهف لساني وبلغ هذا المبلغ بي إلا تلك الطرائف الشامية واللطائف الحلبية التي علقت بحفظي وامتزجت بأجزاء نفسي ))

ومن شعره يقول

**************

ولما أن غرست إليك ودّي فلم يثمر لديك زكي غرسي

أردت ملالة وأردت هجرا فصنتك عنهما فهجرت نفسي

لأن الذنب ذنبي حين أهدي الى من لايريد الأنس أنسي

توفي ابو بكر الخوارزمي بنيسابور سنة 383 هـ