أيوب الزياني المديرالعام
عدد المساهمات : 960 نقاط : 2750 تاريخ التسجيل : 18/11/2009 الموقع : المملكة الأدبية
| موضوع: أداب الأسره في الأسلام الجمعة 19 نوفمبر - 5:06 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الموضوع أخواني الاعظاء أحببت أن أضيفه الى هذه الباقه من المواضيع التي تهم الأسره و المجتم و الموضوع بعنوان : أداب الأسره في الأسلام .
الاُسرة لغةً : أُسرة الرجل : عشيرته ورهطه الأدنون ؛ لأنّه يتقوى بهم . والاُسرة : عشيرة الرجل وأهل بيته . والاُسرة : أهل الرجل وعشيرته ، والجماعة يربطها أمر مشترك . والاُسرة : أهل بيت الإنسان وعشيرته ، وأصل الاُسرة الدرع الحصينة ، وأطلقت على أهل بيت الرجل ؛ لأنّه يتقوى بهم .
الاُسرة اصطلاحاً : هي رابطة الزواج التي تصحبها ذُرّية . وهي : رابطة اجتماعية تتكون من زوج وزوجة وأطفالهما ، وتشمل الجدود والأحفاد وبعض الأقارب على أن يكونوا في معيشة واحدة
استحباب النكاح وأهميته : النكاح هو الوسيلة الوحيدة لتشكيل الاُسرة ، وهو الارتباط المشروع بين الرجل والمرأة ، وهو طريق التناسل والحفاظ على الجنس البشري من الانقراض ، وهو باب التواصل وسبب الأُلفة والمحبة ، والمعونة على العفّة والفضيلة ، فبه يتحصّن الجنسان من جميع ألوان الاضطراب النفسي ، والانحراف الجنسي ، ومن هنا كان استحبابه استحباباً مؤكدّاً ، قال تعالى : ( وأنكحوا الأيامى مِنكُم والصالِحينَ من عِبادِكُم وإمائِكُم إن يكونُوا فُقراء يُغنِهم اللهُ مِن فَضلهِ واللهُ واسعٌ عليمٌ ) ووردت روايات عديدة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام تؤكد هذا الاستحباب ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : « تزوجوا فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : من أحبَّ أن يتبع سنتي فإنَّ من سنتي التزويج » وللزواج تأثيرات إيجابية على الرجل والمرأة وعلى المجتمع ، فهو الوسيلة للانجاب وتكثير النسل ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : « تناكحوا تكثّروا ، فإنّي ُباهي بكم الاُمم ، حتى بالسقط » . وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « ما يمنع المؤمن أن يتخذ أهلاً ، لعلَّ الله أن يرزقه نسمة ، تثقل الأرض بلا إله إلاّ الله » . وهو ضمان لاحراز نصف الدين ، لأنّه الحصن الواقي من جميع ألوان الانحراف والاضطراب العقلي والنفسي والعاطفي ، فهو يقي الإنسان من الرذيلة والخطيئة ، ويخلق أجواء الاستقرار في العقل والقلب والارادة ، لينطلق الإنسان متعالياً عن قيود الأهواء والشهوات التي تكبّله وتشغله عن أداء دوره في الحياة وفي ارتقائه الروحي واسهامه في تحقيق الهدف الذي خُلق من أجله ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « من تزوج أحرز نصف دينه ، فليتق الله في النصف الباقي » وقال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : « ركعتان يصليهما المتزوج أفضل من سبعين ركعة يصليهما الأعزب » . وعليه فإنّ استحباب النكاح موضع اتفاق بين المسلمين . ولأهمية النكاح جعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المرتبة الثانية من مراتب الفوائد المعنوية ، حيث قال : « ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها ، وتطيعه إذا أمرها ، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله » . وهو باب من أبواب الرزق بأسبابه الطبيعية المقرونة بالرعاية الالهية ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « اتخذوا الأهل ، فإنّه أرزق لكم »
اختيار الزوجة : العلاقة الزوجية ليست علاقة طارئة أو صداقة مرحلية ، وإنّما هي علاقة دائمة وشركة متواصلة للقيام بأعباء الحياة المادية والروحية ، وهي أساس تكوين الاُسرة التي ترفد المجتمع بجيل المستقبل ، وهي مفترق الطرق لتحقيق السعادة أو التعاسة للزوج وللزوجة وللأبناء وللمجتمع ، لذا فينبغي على الرجل أن يختار من يضمن له سعادته في الدنيا والآخرة . عن إبراهيم الكرخي قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : إنّ صاحبتي هلكت رحمها الله ، وكانت لي موافقة وقد هممت أن أتزوج ، فقال لي : « اُنظر أين تضع نفسك ، ومن تشركه في مالك ، وتطلعه على دينك وسرّك ، فإن كنت فاعلاً فبكراً تنسب إلى الخير وحسن الخلق ، واعلم :
فمنهنَّ الغنيمة والغـــــرام * ألا إنّ النســـاء خلقن شتى لصاحبه ومنهنَّ الظــــلام * ومنهنَّ الهـــلال إذا تجلّى ومن يعثر فليس له انتقام * فمن يظفر بصــالحهنَّ يسعد
وراعى الإسلام في تعاليمه لاختيار الزوجة ، الجانب الوراثي ، والجانب الاجتماعي الذي عاشته ومدى انعكاسه على سلوكها وسيرتها . قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « اختاروا لنطفكم ، فإنّ الخال أحد الضجيعين » . وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « تخيروا لنطفكم ، فإنّ العرق دسّاس » وروي أنّه جاء إليه رجل يستأمره في النكاح ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « نعم انكح ، وعليك بذوات الدين تربت يداك » وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « من سعادة المرء الزوجة الصالحة » فيستحب اختيار المرأة المتدينة ، ذات الأصل الكريم ، والجو الاُسري السليم . وبالاضافة إلى هذه الاُسس فقد دعا الإسلام إلى اختيار المرأة التي تتحلى بصفات ذاتية من كونها ودوداً ولوداً ، طيبة الرائحة ، وطيبة الكلام ، موافقة ، عاملة بالمعروف إنفاذاً وإمساكاً . وفضّل تقديم الولود على سائر الصفات الجمالية ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : « تزوجوا بكراً ولوداً ، ولا تزوجوا حسناء جميلة عاقراً ، فاني أُباهي بكم الاُمم يوم القيامة » . ولم يلغِ ملاحظة بعض صفات الجمال لاشباع حاجة الرجل في حبه للجمال ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : « إذا أراد أحدكم أن يتزوج ، فليسأل عن شعرها كما يسأل عن وجهها ، فان الشعر أحد الجمالين » . وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « تزوجوا الأبكار ، فانهنَّ أطيب شيء أفواهاً » وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « أفضل نساء أمتي أصبحهنَّ وجهاً ، وأقلهنَّ مهراً » . ويستحب أن تكون النية في الاختيار منصبّة على ذات الدين ، فيكون اختيارها لدينها مقدّماً على اختيارها لمالها أو جمالها ، لأنَّ الدين هو العون الحقيقي للانسان في حياته المادية والروحية ، قال الامام جعفر الصادق عليه السلام : « إذا تزوج الرجل المرأة لمالها أو جمالها لم يرزق ذلك ، فإنّ تزوجها لدينها رزقه الله عزَّ وجلَّ جمالها ومالها » . ويكره اختيار المرأة الحسناء المترعرعة في محيط أُسري سيء ، والسيئة الخلق ، والعقيم ، وغير السديدة الرأي ، وغير العفيفة ، وغير العاقلة ، والمجنونة ، لأنّها تجعل الرجل في عناء مستمر تسلبه الهناء والراحة ، وتخلق الأجواء الممهّدة لانحراف الاطفال عن طريق انتقال الصفات السيئة إليهم ، ولقصورها عن التربية الصالحة . عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال : « قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطيباً ، فقال : أيُّها الناس إياكم وخضراء الدمن . قيل : يا رسول الله ، وما خضراء الدمن ؟ قال : المرأة الحسناء في منبت السوء » وحذّر الإسلام من تزوج المرأة المشهورة بالزنا ، قال الإمام الصادق عليه السلام : « لاتتزوجوا المرأة المستعلنة بالزنا » ، وذلك لأنّها تخلق في أبنائها الاستعداد لهذا العمل الطالح ، إضافة إلى فقدان الثقة في العلاقات بينها وبين زوجها المتدين ، إضافة إلى إنعكاسات انظار المجتمع السلبية اتجاه مثل هذه الاُسرة . وكما نصح بتجنّب الزواج من الحمقاء لامكانية انتقال هذه الصفة إلى الاطفال ، ولعدم قدرتها على التربية ، وعلى الانسجام مع الزوج وبناء الاُسرة الهادئة والسعيدة ، قال الامام علي عليه السلام : « إيّاكم وتزويج الحمقاء ، فإنّ صحبتها بلاء ، وولدها ضياع » وكذا الحال في الزواج من المجنونة ، فحينما سُئل الإمام الباقر عليه السلام عن ذلك أجاب : « لا ، ولكن إن كانت عنده أمة مجنونة فلا بأس أن يطأها ، ولايطلب ولدها »
اختيار الزوج : الزوج هو شريك عمر الزوجة ، وهو المسؤول عنها وعن تنشئة الأطفال وإعدادهم نفسياً وروحياً ، وهو المسؤول عن توفير ما تحتاجه الاُسرة من حاجات مادية ومعنوية ، لذا يستحبّ اختياره طبقاً للموازين الإسلامية ، من أجل سلامة الزوجة والاُسرة من الناحية الخلقية والنفسية ، لانعكاس صفاته وأخلاقه على جميع أفراد الاُسرة من خلال المعايشة ، فله الدور الكبير في سعادة الاُسرة أو شقائها . وعليه فقد أكدت الشريعة المقدسة على أن يكون الزوج مرضياً في خلقه ودينه ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : « إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه » ، وأردف صلى الله عليه وآله وسلم ذلك بالنهي عن ردّ صاحب الخلق والدين فقال : « إنّكم إلاّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ». وأضاف الإمام محمد الجواد عليه السلام صفة الأمانة إلى التدين فقال : « من خطب إليكم فرضيتم دينه وأمانته فزوّجوه ، إلاّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير »
وهذه بعض أداب الأسره في الأسلام فعلى كل من الزوج و الزوجه ألتزام هذه الأداب ( أحكام ) في أختيار الزوج أو الزوجه من أجل تأسيس أسره قويه متماسكه و مترابطه مما يعكس ترابط المجتمع و قوته | |
|