أيوب الزياني المديرالعام
عدد المساهمات : 960 نقاط : 2750 تاريخ التسجيل : 18/11/2009 الموقع : المملكة الأدبية
| موضوع: فدوى طوقان >> نار و نار السبت 4 ديسمبر - 17:05 | |
| بجسمي قفقفة و انخذال
فيا نار زيدي لظى و اشتعال
و مدّي يجوّي دفيء الجناح
فللبرد عربدة و اجتياح
و أما تسعين احتدام النضال
نضال العواصف فوق الجبال
وأنت اعصفي ، واملئي ليلني
بدفء بهدّيء من رعدتي
فحولي يدب صقيع الشتاء
فبثّي الحرارة في غرفتي
ألا يا إبنة الأعصر البائدة
ألا قدّست روحك الخالدة
ثبي وازفري ، ننضنضي والهبي
بلى ، هكذا ، هكذا واسربي
بروحك في عزلتي الهامدة
وفي قلب جدرانها الباردة
بلى ، هكذا عانقي ذاتية
بموجة أنفاسك الدافيه
أحسّ بقرب لظاك الحبيب
شعوراً غريب
خفياً كألغازك الخافيه
فها أنا أطفىء مصباحيه
وأعنو لغمرة إحساسيه
فتحملني نحو ماضٍ سحيق
وأرنو هناك لطيف رقيق
لطيف طفولتي الفانيه
بأيامها المرة القاسية
وإذ أنا يا نار شيء صغير
يفتش عن نبع حب كبير
سدّي ، ويظل لقىً مهملا
فيمضي الي
رؤاه ، وفي أفقهنّ يطير
وإذ انت دنيا غموض تلوح
لعين خيالي الطليق السبوح
فكنت رفيقة أوهاميه
ومسرح أحلام يقظاتيه
وادفع نحوك جسماً وروح
وأخشع قرب لظاك الجموح
وأمضي ، وفيّ انجذاب عميق
أحدّق مأخوذة بالحريق
وأرقب في سكرة وانذهال
جموح الظلال
ترجرج فوق الجدار العتيق
وألمح خلف اشتعال الحطب
وقد شبّ في ثورة والتهب
خيالا لدوحٍ قديم وريف
نمته الحياة بغابٍ كثيف
قد ازدحمت في حشاه الحقب
. . . وكنت إخال كأن اللهب
تعانق فيه ضياء القمر
ولون الغروب ، ولون السحر
وكل شعاع على الدوح مر
وظل عبر
قد ارتدّ في اللهب المستعر
وفي سبحاتي بدنيا الأوار
تباغتني حزمة من شرار
قد انقذفت من فم الموقد
تؤزّ ؛ فأرسل فيها يدي
هنا وهناك بشوقٍ مثار
لأخطف تلك النجوم الصغار
فكانت تروغ وتركض في
مداها ، وسرعان ما تختفي
وأسأل نفسي : أين يغيب
شرار اللهيب
وهل تحزن النار إذ ينطفي
وها أنا يا نار لو تعلمين
فتاة طوت حزمةً من سنين
وما زلت رغم العهود الطوال
تثيرين فيها جموح الخيال
وحين تفورين أو تزفرين
كأنك نفسٌ تقاسي الحنين
أغوص الى عمق أغواريه
أجوس عوالمها القاسيه
فألمس فيها أواراً غريب!
وما من لهب !
أوار شعوري وإحساسيه!
أمن عنصر النار أعماقيه؟
أروحك يا نار بي ثاويه
فما هذه العاطفات الحرار
لها في الجوانح أيّ استعار
وما هذه اللهفة العاتيه
تشب فتلهب خلجاتيه
وتعكس وهجاً على مقلتيّه
وتلفح لفحاً على شفتيّه
وهذا الحنين ، وهذا القلق
وهذي الحرق
كأن بذاتي ّ ناراً خفيّه!
مضى الليل غير هزيع قصير
و أنت همدت كأهل القبور
و حبّات جمرك بعد اتّقاد
خبت و استحالت تلول رماد
أتخمد مثلك نار شعوري
غدا ، و تؤول لهذا المصير ؟
أيغشى أواري رماد السنين ؟
أيهمد قلبي كما تهمدين ؟
لماذا ؟ أتدرين ؟ أم أنت مثلي
أسيرة جهل
أجيبي أجيبي، أما تسمعين ؟! | |
|