قصيده للشاعر إيليا أبو ماضي
لا تسألني عن السماء فما عندي إلا النعوت والأسماء
هي شيء وبعض شيء وحينا كل شيء وعند قوم هباء
فسماء الراعي كما يتمناها مروج ، فسيحة خضراء
تلبس التيه مئزرا ووشاحا كلما أشرقت وغابت ذكاء
أبدا في نضارة ، لا يجف العشب فيها ، ولا بعض الماء
وهي عند الأم التي اخترم الموت بنيها ، وضلّ عنها العزاء
موضع يولد الرّجاء من اليأس إذا مات في القلوب الرجاء
وهي عند الفقير أرض وراء الأفق ، فيها ما يشتهي الفقراء
لا يخاف المثري، ولا كلبه الضاري ، ولا لامرئ به استهزاء
وهي عند المظلوم أرض كهذي الأرض لكن قد شاع فيها الإخاء
يجمع العدل أهلها في نظام مثلما يجمع الخيوط الرداء
لا ضعيف مستعبد ، لا قويّ مستبد ، بل كلهم أكفاء
وهي عند الخليع أرض تميس الحور فيها ، وتدفق الصهباء
كلّ ما النفس تشتهيه مباح لا صدود، لا جفوة، لا إباء
وإذا لم يكن عفاف وفسق لم تكن حشمة ولا استحياء
صور في نفوسنا كائنات ترتديها الأفعال والأشياء
كلّ ما تقصر المدارك عنه كائن مثلما الظنون تشاء
الإثنين 4 يوليو - 18:18