أيوب الزياني المديرالعام
عدد المساهمات : 960 نقاط : 2750 تاريخ التسجيل : 18/11/2009 الموقع : المملكة الأدبية
| موضوع: مصطفى لطفي المنفلوطي الخميس 9 سبتمبر - 22:32 | |
| مصطفى لطفي المنفلوطي
نسبه ومكان وتاريخ ولادته:
هو مصطفى ابن محمد لطفي بن محمد حسن المنفلوطي ، المشهور بـ "مصطفى لطفي المنفلوطي" ، ولد أديبنا الكبير في بلدة (منفلوط) من مدن الوجه القبلي بصعيد مصر، غلب عليه النسب إليها ، وكان ذلك في سنة (1877م) وقالت مصادر أخرى (1876م) وقالت أخرى إنه ولد قبل ذلك بخمسة أعوام.
مسيرته العلمية:
كان والده قاضياً شرعيا ً ، وكانت عائلته ذات نسب وعلم ، نبغ فيها من نحو مئتي سنة قضاة شرعيون ونقباء وأشراف.
حفظ القرآن في مقتبل عمره ، تقول بعض المصادر أنه أتم حفظ القرآن وهو في سن الحادية عشرة ، ثم انتقل إلى الأزهر وتقلى هناك الكثير من العلوم والمعارف على يد فطاحل العلم واللغة والأدب ، مكث هناك عشر سنوات ، وكان –رحمه الله- مكثراً من القراءة منصرفاً لها ، والتقى أديبنا الكبير بالعلم المشهور / محمد عبده ، فتتلمذ وتقلى معظم الدروس الدينية على يديه ، فكان المنفلوطي من المقربين للشيخ لما أبداه من تفوق ونبوغ...
مكانته الأدبية:
مرت قرابة من الثمانين عاماً على وفاة أديبنا الكبير (مصطفى لطفي المنفلوطي) الكاتب الذي ألهب برواياته الممتلئة بالشفافية والرومانسية إلى حد الإفراط مشاعر المراهقين والمراهقات لعقود عبر روايات مترجمة أعاد صياغتها بطريقة رومانسية.
وقد لاقت كتب المنفلوطي وكتبه الأدبية شهرة واسعة في جميع الأقطار العربية ، فطبعت مرّات متعددة ، وانقسم النقّاد بين مؤيّد ومعارض ، وهذا لا يلغي مكانته الأدبية ، حيث أن جميع الأدباء الكبار كانوا ولا زالوا مثار نقاش وجدل.
ولبيان مدى التناقض في (نقد) أدب المنفلوطي ، نرى من سماه (أديب الحزن والبكاء) وعلى النقيض نرى من يصفه بـ (أمير البيان)...
ونعرض فيما يلي بعض أقوال النقاد في أدب وشخص أديبنا المنفلوطي. القسم الأول : من النقاد وصفه بالسطحية والسذاجة ، وأنه مفرط بالتشاؤم والحزن ، يقول الأديب اللبناني "عمر فاخوري" (يرى أنه –أي المنفلوطي- يؤثر الكتاب على الحياة –إشارة إلى المآسي التي تزخر بها رواياته وكتبه- ويرجع إليه في أدبه أكثر مما يرجع إليها ، ويا لسحر الكتاب) إلى أن يقول (إن مذهبه الأدبي غامض ، وآراءه في صنعة الأدب مبهمة). ومن الذين انتقدوه حسن الزيات ، حيث يقول ( إن هناك أمرين يمنعان من تحقيق صفة الخلود في المنفلوطي ، هما ضعف الأداة وضيق الثقافة ، إذ لا حظ أنه لم يتوفر له تحصيل علوم الشرق ، كما أنه لم يتسن له الاتصال المباشر بعلوم الغرب ، لذلك ظل أدبه سطحياً ساذجاً)
إذاً تدور أغلب الانتقادات على السذاجة والسطحية لدى روايات المنفلوطي ، وكذلك الإغراق في الحزن والنظرة السوداوية للحياة والحزن المبتذل ، ومن الذين انتقدوه أيضاً ، (العقاد والمازني و الناقد والدكتور شوقي ضيف) ، وإن كانوا لا ينكرون الحرفة الإنشائية لدى أديبنا فلقد كان "العقاد" يوصي طلابه بقراءة كتب المنفلوطي ، وحسن الزيات لا يلبث أن يعترف أن سرّ ذيوع أدب المنفلوطي هو مفاجأته الناس بهذا القصص الرائع التي تصف الألم ، ويمثل العيوب بأسلوب رفيع وبيان عذب ، وسياق مطّرد ولفظ مختار ، ويصف الزيات أديبنا بأنه كاتب بليغ وهو واضع الإنشاء العصري في مصر ، وكذلك أبلغ كاتب في العصر الحديث من حيث رشاقة العبارة ورقة التعبير وتصوير الحوادث تصويراً حقيقياً ، يضرب فيه المثل بالمتانة والتركيب ، وحسن اختيار الألفاظ.
أما القسم الثاني من النقاد فكان مادحاً وبعضهم كان مبالغاً مسرفاً ومن الذين امتدحوه "أحمد عبيد " فقال في كتابه "مشاهير شعراء العصر" (هو أحد –أي المنفلوطي- شعراء الأمة العربية وكتّابها ، ومن أعظم أركان النهضة الأدبية الحاضرة الذين ساعدوا على رفعة شأن الأدب العربي .... وهو صاحب القلم البديع الجذاب المتفوّق في جميع الأغراض والمقاصد حتى سمي بحق "أمير البيان").
ومن الذين امتدحوا شعره :
"محمد إمام العبد":
يقول عنه (شاعر انقادت له القوافي الشارده ، وهو ضنين بشعره ضن الكريم بعرضه ، وتدبيجه كالذهب المسبوك...الخ).
ويقول "حافظ ابراهيم":
(المنفلوطي حسن الديباجة ، منسجم الكلام ، رقيق المعنى)
ويقول "ولي الدين يكن":
(السيد مصطفى لطفي المنفلوطي رجل من كبار كتاب القلم في زماننا ، فهو من كتاب الطبقة الأولى ، وشعراء الطبقة الثانية)
أما المنفلوطي نفسه فقد قال عن شعره:
(المنفلوطي شعره كالعقود الذهبية ، إلا أن حبات اللؤلؤ فيها قليلة ، فهو يخلب بروائعه أكثر مما يخلب ببدائعه)..
وفــــاتـــــــــه:
توفي الأديب في عام (1924م)عن عمر يناهز الثانية والخمسون عاماً تقريباً ، وكانت وفاته في اليوم الذي جرت فيه محاولة اغتيال فاشلة لـ"سعد زغلول" ، حيث نجا من تلك المحاولة ولكنّه أصيب إصابة بالغة ، فانشغل الناس بتلك الحادثة ولم يلتفتوا كثيراً لوفاة المنفلوطي ، ولقد رثاه "حافظ إبراهيم" و "أحمد شوقي" في مأتم أقيم في وقت لاحق.
مؤلفاته:
كتب المنفلوطي الكتب التالية: 1- النظرات. 2- في سبيل التاج. 3- ماجدولين أو تحت ظلال الزيزفون. 4- بول وفرجيني أو (الفضيلة). 55- (الشاعر) أو سبرانودي برجراك. 66- العبرات. 77- أشعار ومنظومات رومانسية كتبها في بداية نشأته الأدبية ، نشر أحمد عبيد قسماً منها في كتابه (مشاهير شعراء العصر). 88- (مختارات المنفلوطي) ، وهي مختارات شعرية ونثرية انتقاها المنفلوطي من أدب الأدباء العرب في مختلف العصور. | |
|